عندما يتعلق الأمر بالعناية بالشعر، تكثر الخرافات التي تتناقلها الأجيال. من نصائح التجميل القديمة إلى حيل مواقع التواصل الاجتماعي، سمعنا جميعًا نصائح تُبشر بنتائج مذهلة لشعرنا. مع ذلك، ليست كل هذه "المعجزات" مبنية على أساس علمي. في الواقع، قد يكون لبعض الخرافات الأكثر شيوعًا حول العناية بالشعر ضررٌ أكبر من نفعها.
دعونا نفصل الحقيقة عن الخيال ونستكشف العلم وراء العناية الصحيحة بالشعر حتى تتمكني من التعامل مع شعرك بالحب والاهتمام الذي يستحقه.
الأسطورة 1: قص الشعر يجعله ينمو بشكل أسرع
الحقيقة: مع أن قصّ أطراف الشعر بانتظام يُحافظ على صحته ويمنع تقصّفه، إلا أنه لا يُسرّع نموّه. ينمو الشعر من فروة الرأس، وقصّ الأطراف لا يُؤثّر على معدل نموّه. في المتوسط، ينمو الشعر حوالي نصف بوصة شهريًا، بغض النظر عن عدد مرّات قصّه.
لماذا يُعدّ هذا خرافة؟ من المرجح أن فكرة أن قصّ الشعر يُحفّز نموّه تنبع من أن الشعر المقصوص يبدو أكثر كثافةً وصحة، مما قد يوحي بنموّ أسرع. مع ذلك، يمنع قصّ الشعر بانتظام تكسّره وتقصّف أطرافه، ما يسمح لشعرك بالحفاظ على طوله وصحّته.
الأسطورة 2: غسل الشعر يوميًا ضروري للحصول على شعر نظيف
الحقيقة: غسل الشعر يوميًا ليس ضروريًا لمعظم الناس، بل قد يضرّ أكثر مما ينفع. فالشامبو يُجرّد فروة الرأس من زيوتها الطبيعية، الضرورية لتغذية الشعر وصحته. كما أن كثرة غسل الشعر قد تؤدي إلى جفافه وتهيّجه وزيادة إفراز الزيوت، حيث تحاول فروة الرأس تعويض فقدان الرطوبة.
لماذا يُعد هذا خرافة؟ فروة الرأس تنظف نفسها تلقائيًا. بالنسبة لمعظم أنواع الشعر، يكفي غسلها مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا. إذا كان شعرك دهنيًا، فكّر في استخدام شامبو لطيف خالٍ من الكبريتات، وعدّل روتينك حسب الحاجة.
الأسطورة رقم 3: تصفيف الشعر بالحرارة يضر بشعرك بشكل دائم
الحقيقة: قد يُسبب تصفيف الشعر بالحرارة تلفًا مع مرور الوقت، ولكنه لا يُغير بنية شعركِ بشكل دائم إذا اتخذتِ الاحتياطات اللازمة. يكمن السر في استخدام إعدادات درجة الحرارة المناسبة، وبخاخات الحماية من الحرارة، والحد من تصفيف الشعر بالحرارة لتجنب التعرض المفرط.
لماذا تعتبر هذه أسطورة: رغم أن الحرارة المفرطة قد تُضعف جذع الشعرة وتُسبب تكسرها، فإن استخدام أدوات التصفيف الحرارية باعتدال، مع استخدام واقي حراري دائمًا، يُجنّب الشعر التلف الدائم. يتعافى الشعر من أضرار الحرارة طالما لم تُعرّضيه لدرجات حرارة عالية باستمرار.
الأسطورة رقم 4: كلما استخدمتِ المزيد من الشامبو، أصبح شعركِ أنظف
الحقيقة: كثرة استخدام الشامبو لا تعني بالضرورة شعرًا أنظف. في الواقع، الإفراط في استخدام الشامبو قد يجرد فروة رأسك وشعرك من الزيوت العطرية، مما يجعلهما جافين وأكثر عرضة للتلف. الكمية المناسبة للشعر القصير إلى المتوسط هي حوالي حجم العملة المعدنية، وأكثر للشعر الطويل.
لماذا هذا مجرد خرافة: الشامبو مصمم لتنظيف الشعر، لكن لا داعي للإفراط في استخدامه. القليل منه يكفي، وتدليك فروة الرأس بلطف بأطراف الأصابع أهم من استخدام كميات زائدة من المنتج.
الأسطورة رقم 5: غسل الشعر بالماء الساخن أفضل لشعرك
الحقيقة: الماء الساخن قد يُزيل الزيوت الطبيعية، مما يُسبب جفافًا وتهيّجًا في فروة الرأس والشعر. الماء الفاتر هو الأفضل لتنظيف الشعر، ويُساعد شطفه بماء بارد على غلق مسام الشعر، مما يُضيف لمعانًا ويُقلل من التجعد.
لماذا يُعدّ هذا اعتقادًا خاطئًا: قد يكون الماء الساخن مفيدًا، ولكنه قد يُجفف شعرك وفروة رأسك مع مرور الوقت. لشعر صحيّ أكثر، استخدمي الماء الفاتر عند غسل شعرك، ثم اشطفيه بالماء البارد في النهاية للحفاظ على رطوبة شعرك.
الأسطورة 6: منتجات الشعر التي تحتوي على الكبريتات ضارة دائمًا بشعرك
الحقيقة: مع أن الكبريتات منظف قوي قد يُجفف الشعر لدى البعض، إلا أنها ليست ضارة بالضرورة للجميع. إذا كانت بشرتك جافة أو حساسة أو شعرك مصبوغًا، فإن الشامبو الخالي من الكبريتات خيار أفضل. مع ذلك، يمكن أن تكون الكبريتات فعالة في التنظيف، خاصةً إذا كنت تستخدم منتجات تصفيف الشعر بانتظام.
لماذا هذا مجرد خرافة: الكبريتات ليست ضارة للجميع؛ لكنها قد تكون قاسية جدًا على بعض أنواع الشعر. إذا لاحظتِ تهيجًا في فروة رأسكِ أو جفافًا في شعركِ، جربي استخدام تركيبة خالية من الكبريتات. أما بالنسبة للآخرين، فيمكن للكبريتات أن توفر تنظيفًا عميقًا دون التسبب في أي ضرر.
الأسطورة 7: جميع زيوت الشعر ثقيلة وتثقل شعرك
الحقيقة: ليست كل الزيوت ثقيلة. في الواقع، بعض الزيوت - مثل الأرغان والجوجوبا وبذور العنب - خفيفة وغير دهنية، مما يجعلها مثالية لترطيب الشعر دون إثقاله. يكمن السر في استخدامها باعتدال والتركيز على الأطراف بدلًا من الجذور.
لماذا يُعدّ هذا اعتقادًا خاطئًا ؟ غالبًا ما يفترض الناس أن الزيوت تُزيّن الشعر، ولكن عند استخدامها بشكل صحيح، تُضيف الزيوت لمعانًا للشعر، وتُقلّل من تجعّده، وتُغذّيه دون أن تُثقله. يكمن السرّ في استخدام الزيت المناسب وتطبيقه بكميات قليلة.
الأسطورة رقم 8: يمكنكِ علاج تقصف أطراف الشعر باستخدام المنتجات
الحقيقة: للأسف، لا يوجد منتج قادر على "إصلاح" أطراف الشعر المتقصفة. بمجرد تقصف الشعر، لا يمكن التخلص منه إلا بقص أطرافه. مع ذلك، يمكن للمنتجات أن تساعد في تقليل ظهور أطراف الشعر المتقصفة عن طريق تنعيم الشعر، ومنع المزيد من التلف، وترطيبه.
لماذا يُعدّ هذا خرافة؟ مع أن بعض الأمصال والزيوت قد تجعل الشعر يبدو أكثر نعومةً وصحة، إلا أنها لا تُعيد إليه صحته. يُعدّ قصّ أطراف الشعر بانتظام وعلاجات الترطيب العميق الخيار الأمثل للوقاية من تقصّف الشعر والتحكم فيه.
الأسطورة 9: تمشيط الشعر 100 مرة يوميًا مفيد له
الحقيقة : الإفراط في تمشيط الشعر قد يؤدي إلى تكسره وتقصف أطرافه، خاصةً إذا كنتِ تستخدمين فرشاة خشنة. من المهم تمشيط الشعر برفق واستخدام نوع الفرشاة المناسب لنوع شعرك. الإفراط في تمشيط الشعر لا يحفز نموه، بل يسبب تلفه فقط.
رأي خبير الشعر : "الإفراط في تمشيط الشعر قد يضره. أفضل طريقة هي التمشيط بلطف وتجنب الإفراط. بالنسبة للكثيرين، يكفي التمشيط مرة أو مرتين يوميًا".
الخلاصة: الحقيقة حول العناية بالشعر
رغم كثرة الخرافات حول العناية بالشعر، يكمن سر الحفاظ على صحة الشعر في فهم ما يُجدي وما لا يُجدي. بالتركيز على العلم الكامن وراء العناية بالشعر واتباع النصائح المُثبتة علميًا، يُمكنكِ تجنّب الأخطاء الشائعة التي قد تُضرّ بشعركِ على المدى الطويل.
تذكري : الشعر الصحي يبدأ بعادات صحية. أعطي الأولوية للعناية بفروة الرأس، واستخدمي المنتجات المناسبة لنوع شعرك، وتجنبي اتباع كل صيحة أو خرافة تسمعينها. باتباع النهج الصحيح، سيزدهر شعرك ويحافظ على جماله لسنوات قادمة.
اترك تعليقًا
This site is protected by hCaptcha and the hCaptcha Privacy Policy and Terms of Service apply.